الأربعاء، 30 مارس 2011

لماذا لا يسكن الجن أجساد الأوروبيين؟

                  لماذا لا يسكن الجن أجساد الأوروبيين؟

كتب محمود خليل:
فى سبيل محاربة كل ما هو إسلامى وفى محاولة لصرف المسلمين عن العلاج الروحانى بالقرآن الكريم وتثبيت فكرة أن دخول الجن أو مسه او صرعه لجسد الإنسان أفكار متخلفة للمسلمين يتساءل المنكرون لتلك الإصابات من المسلمين والعلمانيين وأصحاب المعتقدات الأخرى من المسيحيين واليهود ولماذا لا يصاب سوى المسلمين فقط بالعين والحسد ودخول الجن أجسادهم؟.. وهل باقى الأجساد لا تروق للجنى ولذلك ليرفض أن يسكن فيه؟.. ثم نجدهم يسخرون من ذلك ونجدهم يتساءلون وهل يدفع الجنى إيجارا أو حصل على جسد الإنسى تمليك وكم دفع مقابل هذا وهل الإيجار قديم أم قانون جديد؟!!.. وخلاف ذلك من الأسئلة الساخرة التى لا تناقش مناقشة علمية دينية صحيحة تلك الحقائق التى ذكرت فى القرآن الكريم بل ذكرت فى الإنجيل أيضا.
رغم أن الكنيسة تقوم بـ "علاج" المصروعين من الجن ومن يعانون من الأسحار ومن "سكن" الجن لأجسادهم تجدهم يقصرون سخريتهم على المسلمين فقط ويقصرون هذه "الخرافات" فى تصورهم على المؤمنين من المسلمين فقط؟.. لماذا نعتقد اعتقاد اليقين الجازم أنها محاولات مستميتة ولكنها فاشلة –بإذن الله – لتشويه صورة الإنسان المسلم وتسفيه دينهم.
على أي حال نعود إلى السؤال الرئيسى إذا كان الجنى يقدر على دخول بدن الإنسان، فلماذا لم يشك ألماني أو ياباني من احتلال الجن لأجسامهم؟
نرد على هؤلاء الشكاكين الساخرين بقولنا إنهم لا يعلمون أن الأوروبيين وغيرهم يشكون من المس الشيطاني ولا يستطيع أحد منكم أن يأتي بدليل واحد يثبت خلو تلك البلدان من مرضى الصرع الشيطاني، أو تلبس الجتى للإنسى, أما نحن فنقول يكفى أن تزور المصحات  والمستشفيات العقلية والنفسية الكثيرة جداً التى تنتشر فى طول وعرض تلك البلاد بل نكاد نجزم أن هناك طبيب نفسى لكل عشرة أوروبيين يعالجونهم من أعراض المس واللبس والسحر والحسد.
نرد على من يقول أن هؤلاء أطباء يعالجون مرضى يعانون من أمراض نفسية بقولنا أن هؤلاء القوم لا يؤمنون بالجن، ومن ثم لا يؤمنون بالمس وأعراض الجن الأخرى من مس وتلبس وصرع وغيرها ويطلقون على تلك الحالات أسماء "علمية" مثل التخيل والفصام والهستيريا وغيرها فهذه الأعراض لديهم عبارة عن أمراض عقلية ونفسية. 
يذكر رياض مصطفى أسماء وقصص عدد من المصروعين والملبوسين من الأوروبيين  وغيرهم في كتاب أسماه "المسكونين بالشياطين", كما ينقل عبد الرزاق نوفل في كتابه "عالم الجن والملائكة" اعتراف عدد من أطباء الغرب ثبوت دخول الجن بدن الإنسان، وأن ألوفاً من الناس يعانون في الوقت الحاضر من هذا المرض, ومن جانبه ذكر محمد فريد وجدي أن ريتشارد هودس، وجيمس هيزلوب نشرا بحثاً علمياً جاء فيه: "إن عدداً عديداً من المجانين الذين يحبسون في البيمارستانات (مستشفيات الأمراض العقلية والنفسية) ليسوا بمصابين بأمراض عقلية، بل مملوكون لأرواح قد استولت عليهم واستخدمتهم".
يذكر أيضا فريد وجدى أن هناك الكثير من الأطباء الأوروبيين الذين تحدثوا عن مرض المس الشيطاني، ويسمونه المس الروحي أو الروحاني، وينسبونه إلى أرواح خبيثة استحوذت على الشخص المريض وعملت على إيذائه.
إذن فالأوربيون ليسوا ببعدين عن يد الجن والشياطين بل هم أقرب بسبب لهوهم وعبثهم وتهتكهم الجسدى, الجنسى, الأخلاقى, الدينى وهم بذلك يكونون الأقرب لأن يسكن الجن أجسادهم ولو إننا قمنا بتجارب عملية على قطاع منهم لوجدنا أن أكثر من ثلاثة أرباعهم يعانون من مس أو تلبس أو صرع الجن الجن.
على هذا يمكننا القول أن عدم إعتراف أحد بشىء يلغى وجوده بل إننا نحتاج إلى إثبات وجود الشىء للآخرين حتى يعترفوا بوجوده, والقرآن الكريم يعترف بوجود الجن وتلبسهم, مسهم, صرعهم للإنس, وقد شفى عدد من الأوروبيين فى تجربة مثيرة, وذلك حينما استمعوا إلى القرآن الكريم عبر سماعات للأذن كتلك التى تستخدم لدى المعالجين بالقرآن وكانت النتيجة شفاء نسبة تجاوزت الـ 95 فى المائة من هؤلاء المرضى الأوروبيين ومن أمراض ليست نفسية فقط بل أمراض عضوية أيضا.
يجدر بنا هنا أن نورد ما جاء بإنجيل لوقا ومرقص حتى يتبين لنا أن الروايات الإسلامية التى ذكرت عن صرع ومس وتلبس الجنى للإنسى روايات صحيحة ولا يجب التسفيه والسخرية منها وإلا توجب السخرية والتسفيه من أناجيل المسيحيين أيضا والتى ذكرت أن عيسى عليه السلام قد شفي على يديه كثير من المرضى المصروعين بالجن بإذن الله تعالى، وأنه أخرج الشيطان من أجساد كثيرين ممن أصيبوا بالمس والصرع فقد جاء فى إنجيل متى: "وفيما هما خارجان إذ إنسان أخرس مجنون قدّموه إليه، فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس، فتعجب الجموع قائلين: لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل..".
من ذلك: ما جاء في إنجيل متى: "وفيما هما خارجان إذ إنسان أخرس مجنون قدّموه إليه، فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس، فتعجب الجموع قائلين: لم يظهر قط مثل هذا في إسرائيل..".
جاء أيضا في إنجيل لوقا: "وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم آه ما لنا لك يا يسوع الناصري، أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت: قدوس الله. فانتهره يسوع قائلاً اخرس وأخرج منه، فصرعه الشيطان في الوسط، وخرج منه ولم يضره شيئاً".
كما جاء في إنجيل مرقس: "ولمَّا صار المساء، إذ غربت الشمس، قدمَّوا إليه جميع السُّـقماء والمجانين، وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب، فشفي كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه".
يمكن لمن يريد زيادة مراجعة
إنجيل لوقا: الإصحاح الرابع، الفقرات 32-37.
إنجيل مرقص: الإصحاح الأول، الفقرات 21-28.
إنجيل مرقص: الإصحاح الأول، الفقرات 32-38.
إنجيل مرقص: الإصحاح السابع الفقرات 24-30.
إنجيل مرقص: الإصحاح التاسع، الفقرات 14-29.
نعتقد أن هذه الفقرات من الأناجيل ترد على الأخ المسيحى وبعض المتأسلمين ممن يدعون أنهم يدينون بالإسلام, الذين انتقدونى بسبب كتاباتى فى هذا الموضوع وطالبونى بالكتابة فى قضايا أهم, ووصفوا تلك الكتابات بالخرافات وسبب التخلف.
نحن لا نتمنى لهؤلاء أن يصابوا بمثل تلك الإصابات ولا أحد من البشر, مسلما كان أو يهودى أو مسيحى, ولكنكم لم تشاهدوا من يعانى من تلك الإصابات بسبب عين الإنس أو الجن, أو سحر حاسد وحاقد, أو انتقام أو عشق الجنى للإنس, ولم تشاهدوا من يعانى فى حياته بسبب سحر الخراب, التدمير, المرض, الفشل, الطلاق, العنوسة, وغيره مما سلط الله سبحانه وتعالى عباد من عبيده الكافرين بأنعمه والمشركين به على عباد آخرين.
إن مسألة صرع الشيطان والجن للإنسان ليست وليدة العصور الإسلامية أو ظهرت مع سيدنا عيسى عليه السلام ولكنها كانت موجودة فى عصور الجاهلية فى الجزيرة العربية قبل الإسلام, وهناك كتابات وأشعار كثيرة تدل على ذلك, بل ومنذ القدم فإن صرع الجنى للإنسى كانت معروفة ايضا حيث يذكر ابن قيم الجوزية أن أئمة أطباء اليونان  وعلى رأسهم بقراط- يقرون بصرع الجن للإنسان، وأنه لا ينكر ذلك إلا جهلة الأطباء، ممن تزندقوا وغلب عليهم التفكير المادي الذي ينكر عالم الغيب ولا يؤمن إلا بالمحسوس المشاهد، وهؤلاء ليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الطب ما يدفع ذلك.
على ذلك نرى أن هدف المنكرين لهذه القضية هو الإساءة للإسلام وللمسلمين, والتمكين للأفكار الأوروبية العلمانية, وتحويل الإنسان المسلم إلى زائر دائم لعيادات الطب النفسى مثل الإنسان الأوروبى والأمريكى واليابانى وغيره, وفصله عن محيطه المسلم ومعتقداته الدينية الإسلامية.
نحن بهذا لا نقول أن تلك الأمراض يكون سببها فى الغالب مس أو تلبس أو صرع الجنى للإنسى بل نؤكد على أن بعض تلك الأعراض لا يكون سببها الأرواح المؤذية بل يكون سببها مرضى يحتاج إلى طبيب وتلك مهمة المعالج بالقرآن والطبيب الذى يجب أن يفرق كل منهما بين المرض العضوى أو النفسى الذى سببه الأرواح المؤذية والمرض الذى يحتاج علاجه إلى دواء الطبيب ومشرط الجراح.
لقد كنت شاهدا على عدد من الحالات التى المرضية التى فشل فيها العلاج بالدواء وكان الطبيب صادقا مع نفسه ومع المريض وقبله مع الله سبحانه وتعالى وقال للمريض علاجك ليس عندى فأذهب إلى معالج روحانى, وبالفعل حينما ذهب المريض إلى أحد المعالجين بالقرآن الكريم الثقاة شفى بإذن الله تعالى.
هكذا يمكننا أن نخلق تعاونا بين الطبيب والمعالج وهذا يحتاج إلى أطباء ومعالجين على درجة عالية من الخبرة والثقة والأمانة بحيث يتم تحويل الحالات التى لم تشف من أحد الطرفين إلى الطرف الأخر سواء قبل البدء فى العلاج أو بعد العلاج وإن كنا نؤكد على أهمية الكشف المبدئى الذى يوضح هل تلك الحالة فى حاجة إلى علاج طبى أم روحانى.  

حينما يحول الطبيب الحالة إلى المعالج أو العكس فليس فى ذلك تقليلا من شأن أحدهما بل إعتراف بأن العلاج ليس عند الطبيب بل لدى المعالج والعكس فلا يتحرج الطبيب أو المعالج بأن العلاج ليس لديه بل لدى الطرف الأخر وهكذا يحدث التكامل الذى نرغبه لصالح المريض حتى يتخلص مما ألم به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق