الأربعاء، 30 مارس 2011

حكاية المصرى "أبو كف" مع الجنية المسلمة "الحاجة"


المحكمة برأته من تهمة ممارسة الطب دون ترخيص
حكاية المصرى "أبو كف" مع الجنية المسلمة "الحاجة"
عالجته من الشلل وتزوج من ابنتها وانجب طفلين
ساعدته فى علاج المرضى وإجراء جراحات لهم

كتب محمود خليل:
أعطى المولى عز وجل الجن قدرة يستطيع بها أن يتجسد في صورة إنسان أو حيوان أو دخان أو نبات أو جماد, وبعض الناس قد يشاهدون الجن أو يتحدثون معهم, وربما استعانوا بهم وســخِّروهم لأداء مهمة ما, بينما يتصف القادرون على الاتصال بالجن بصفات غير عادية, تبدو في تصرفاتهم وسلوكهم, وكثيرا ما  تكون نهاية بعضهم مؤلمة, لأن الشيطان لم يكن يوما من اليام معينا للشيطان ولكنه عدو رجيم له حسب مصداقا لقوله تعالى: "إنَّ الشَّيطانَ للإنسان عَدُّو مُبين".
ورغم ذلك فاننا نشاهد او نسمع عن اختلاط بعض الرجال من الأنس ببعض من يظهرون لهم في صورة نساء جميلات, من الجن ويتم الاتصال بهن بطريقة ما, ورغم أن البعض ينكر حدوث هذا الاتصال بين الأنس والجن, أو حدوث زواج أو اتصال جنسى, أو علاقة علاقة متبادلة بأى شكل من الأشكال, فإن هذه القصة المشهورة التى حدثت فى مصر منذ عقدين من الزمان تقريبا, تكذب هذا الرأى لتؤكد أن الاتصال بين الأنس والجن ممكن!! رغم إن الجن لا يرون, كذلك لا تسمع أصواتهم ولا تحس حركاتهم, حسب مايرى المكذبون, ولكن هناك أناس يروونهم ويتعاملون معهم ويسمعونهم, وهذا الأمر يشير إليه ويؤكد عليه القرآن الكريم.
يقول عز وجل: "وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا"
على أية حال فهذه قصة رجل يدعى "أبو كف" اختلط واتصل بعالم الجن, وهى القصة التى شغلت الرأي العام في مصر طوال شهر إبريل 1980 م وما بعده, إذ اشتهر رجلا يقوم بتشخيص الأمراض التي يعاني منها بعض الناس, ويصف لهم العلاج والدواء الذي يشفيهم ويريحهم من آلامهم, وهو الذي يكاد أُميـّـاً, ويدعى عبد العزيز مسلم شديد أبوكف, وشهرته "أبو كف" عمره ثلاثون سنة, انقطع عن الدراسة وهو مازال في الصف الثاني الإعدادي, والتحق بالقوات المسلحة, عام 1966م, أصابته شظية طائشة في العمود الفقري أثناء حرب الاستنزاف على جبهة قنال السويس, أسفرت عن شلل في ساقيه, فترك القوات المسلحة, وعاد إلى قريته ليعيش مقعدا مع والدته وأخوته ...
كان "أبو كف" يعاني من الضيق والأرق ذات ليلة, وهو جالس على سريره, إذ فوجىء بامرأة كأنها صورة من الدخان مرسومة على الحائط ترتدي جلباباً أبيض, وتلفُّ رأسها بقطعة بيضاء, وبدت المرأة في أول الأمر, ثم لم تلبث تلك الصورة أن تجسدت, وخطت ببطء نحو فراشه, ولكن الرعب عقد لسانه عن النطق, وتصبَّـب العرق من جبينه وصدره حتى بلل ملابسه, وقالت له: أنا الحاجة سـأشفيك من الشلل, بشرط, ولكن الفتى لم يرد, كررت المرأة قولها ثانية, وأخبرته أنها جنية مؤمنة تمدُّ له يد المسـاعدة, ثم تلاشت في الحائط الذي خرجت منه.
خشي "أبو كف" أن يخبر أحداً من أفراد أسرته فيتهمونه بالجنون فصمت, وفي الليلة التالية, عادت الحاجة مرة أخرى, وكررت طلبها, وفي الليلة الثالثة تجرأ وتشجع فسألها عن شرطها, فقالت: أن تقبل الزواج من ابنتى لأنها وحدها التي تستطيع إسعاده, فطلب منها أن تمهله ليفكر.
حرص "أبو كف" بعد ذلك أن يأوي إلى فراشه مبكرا كل ليلة, ويغلق بابه من الداخل بالمفتاح, وكانت الحاجة وابنتها تخرجان إليه من الحائط, وتظلان معه حتى الفجر يأكلون معا ويتسامرون, وكانت البنت جميلة الصورة رشيقة الجسم, متفتحة الأنوثة, هادئة, ناعمة, رقيقة, دافئة, كما يصفها "أبو كف".
أخبر "أبو كف" الحاجة أنه قبل شرطها, وفي الليلة التالية تمَّ الزواج, وصدحت الموسيقى في أركان الغرفة, وزفت العروس إلى العريس على دقات الدفوف, ولم يكد العريس يعانق عروسه في الفراش (بعد أن غادرتهما الحاجة) حتى شعر بالحياة تسري في ساقيه المشلولتين!!...
فرحت أم "أبو كف" وأخوته بشفائه عندما شاهدوه فى الصباح يمشي على قدميه, لكنه لم يبح بسره إلى أحد إلا أن سلوكه تغَّير تماما, فقد أصبح دائم العزلة في غرفته لا يغادرها إلا نادرا, فقد كان يأكل ويستحم فيها, ويقضي نهاره وليله فيها, وعندما لاحظ أخوته أنه يتحدث مع أشخاص لا يرونهم, ظنُّوا أنه فقد عقله, أما هو فقد كان سعيدا بعروسه الجميلة, ولم يبال بما يقوله أخوته.
خلال سنتين أنجب "أبو كف" من زوجته, طفلين ومع أن زوجته وطفليه كانوا معه, كان وحده فقط الذي يستطيع رؤيتهم وسماع أصواتهم, وذات ليلة زارته الحاجة, وأخبرته أنها قررت أن تتخذ منه وسيطا يعاونها على شفاء المرضى من الإنس, وطلبت منه الانتقال إلى بيت آخر, لأن والدته وأخوته يحدُّون من حرّيته وزوجته وطفليه...
بعد ثلاثة أيام استأجر "أبو كف" منزلا صغيرا في مدينة شبرا الخيمة, وبدأ منها يمارس نشاطه الجديد في علاج المرضى, واستطاع أن يشفي حالات من العقم والشلل, وأمراض الكبد والكلى والصدر, وأجرى عمليات جراحية ناجحة, مثل: الزائدة, استئصال سرطان الثدي, وكان يأخذ على المريض خمسة وعشرين قرشا نظير الكشف عليه, وكان يعالج مرضاه بالأعشاب أحيانا,...
كان الكشف يتمّ بمجرد النظر إلى المريض, أما العلاج والدواء والجراحة فمجانا, وفي أغلب الأحيان كان يشترى الأدوية على نفقته من الصيدليات, وعندما ذاع صيت "أبو كف" واتسع نطاق نشاطه, تقدم أحدهم ببلاغ إلى رئيس مباحث قسم أول شبرا الخيمة, الذي قام أولا بجمع التحريات, التي دلت على أن الشيخ "أبو كف" يزاول الطبَّ بدون ترخيص, فأصدر إذنا من النيابة بالقبض عليه, وأمام وكيل نيابة شبرا الخيمة, اعترف "أبو كف" أنه يقوم بالكشف على المرضى وعلاجهم, وإجراء العمليات الجراحية لهم بأمر الحاجة,  وأنه لا يستطيع رفض تنفيذ الأمر خشية تعرضه للأذى.
عندما سأله وكيل النيابة عن اسم الحاجة وعنوانها لإلقاء القبض عليها فوجئ بأنها ليست بشرا, وأنها جنية مؤمنة, وأنهى وكيل النيابة التحقيق, وأمر بحبس "أبو كف" أربعة أيام, على ذمة التحقيق, وإحالته إلى محاكمة شرعية, ولم يكد وكيل النيابة ينهي التحقيق, حتى شعر بصداع حاد في رأسه, اضطره إلى مغادرة مكتبه ليلازم الفراش في بيته...
عقدت محكمة شبرا الخيمة جلستها يوم الثلاثاء 15 من أبريل 1980م, وجاء "أبو كف" واعترف بكل ما نسب إليه, وأراد القاضي أن يختبر قدرة المتهم فطلب منه تشخيص الأمراض التي يعاني منها ستة من المحامين, كانوا موجودين في الجلسة, ونجح "أبو كف" في الامتحان نجاحا هائلا, فقد ذكر لكل واحد من المحامين الأعراض التي يعاني منها, وشخَّص له مرضه ووصف له الدواء, ثم جاء الدور على القاضي, ومن بعده الجمهور الموجود في القاعة...
 كان الحوار بين القاضي والمتهم مثيرا, وصيحات "الله أكبر" تتعالى في أرجاء المحكمة, ورغم ذلك فقد أمرت المحكمة بإحالة "أبو كف" إلى مستشفى الأمراض العصبية, لتوقيع الكشف الطبي عليه, مع استمرار حبسه لحين نظر القضية في جلسة الأحد من إبريل 1980م.
نشرت صحيفة الجمهورية كلَّ تفاصيل القصة في عددها الذي صدر صباح الأربعاء 16 من أبريل سنة 1980 م, وأثار ما نشر جدلا كثيرا, وانبرى عدد من رجال الدين والأطباء وعلماء النفس والروح, كل يدلي برأيه, قال بعضهم:  إن "أبو كف" دجّال.
قال البعض الآخر: إنه على اتصال بقوى خفية.
أما تقرير مستشفى الأمراض النفسية فقد جاء فيه أن "أبو كف" مصاب باختلال واضطرابات في التفكير, وإن حالته تدخل ضمن جنون العظمة!! لكن لم يقوَ أحد على تفسير نجاح الشيخ "أبو كف" في علاج بعض الناس حتى الشفاء, ولإجرائه عمليات جراحية ناجحة للبعض الآخر.
في صباح الأحد 22 أبريل1980م, عقدت محكمة شبرا الخيمة الجزئية جلستها برئاسة القاضي الذي أعلن براءة الشيخ "أبو كف" من جميع التهم الموجهة إليه...
جاء في حيثيات الحكم:  لقد ذكر المتهم أنه مسّير ولا يملك حرية الاختيار, وأنه لا يستطيع معارضة القوى الخفية التي تسيطر عليه وتستخدمه في تنفيذ أوامرها, وإلا تعرض للأذى, وأن التشريع العقابي خلا من نص يحرم ما أسندته النيابة للمتهم من اتهام, لأن الأتهام المسند للمتهم هو الأستجابة لقوى خفيَّة غير منظورة, وأن المحكمة وإن كان قد ثبت لديها أن ما قام به المتهم من تشخيص للمرضى من بعض المرض صحيح, رغم أنه ليس دارسا للطب, إلا أنها لا تستطيع أن تجزم بيقين اتصال الجان بالمتهم, لأن ذلك أمر يخرج عن قدرتها وقدرة أي شخص, ولما كان التشكيك يفسر لصالح المتهم, لأن الأصل في الإنسان البراءة, فأن المحكمة تشكك في إسناد الأتهام إلى متهم يسنده هو إلى القوى الخفية التي لا يستطيع معارضة أمرها, وتستخدمه كآلة, وإلا تعرض للأذى...
هلَّل "أبو كف" عند سماع الحكم, وقال للصحفيين: إن الحاجة كانت حاضرة أثناء الجلسة, وأنها كانت تقف خلف القاضي وهو يقرأ حيثيات الحكم.
عندما سأله أحد الصحفيين عن أوصاف الحاجة واسمها, قال: إن ذلك محظور عليه, وان كل ما يســتطيع قوله: إنها من الجن.



هناك تعليق واحد:

  1. لك التحية والتجلة اخي محمود خليل
    اشكرك على القصة الواقعية والتى تدخل فى عالم الماورائيات والتى لا نستطيع ان نشكك فيها لان هنالك شهود عيان كثر...
    اسمح لى سيدى بنقل بعض من قصصك للمنتدى الذى املكه لاننى اعشق هذه القصص بل ارى ان هنالك رسالة من وراءها يجب ان تصل ومنتداي هو http://www.alhopajee.com/vb/forumdisplay.php?f=28
    مع جزيل شكرى وتقديري

    اخوك خالد محمد نور ادريس

    ردحذف